"باتا" تودع الأسواق للأبد.. كيف أُسدل الستار على أشهر ماركة للأحذية في مصر؟

 

القاهرة- عمر حسن:  86 فرعًا على مستوى جمهورية مصر العربية، آخر ما تبقى من شركة الأحذية الأشهر في مصر "باتا"، لتكون مصيرها الدمج مع شركة "المحاريث والهندسة"، ليتم استخدام فروع ومخازن الأولى لصالح "المحاريث".

الشركة التي استقبلت فروعها في مصر منذ ثلاثينيات القرن الماضي عشرات الآلاف من الزبائن المتهافتة على شراء تلك الأحذية المشهود لها بالجودة والإتقان، صاحبة الصيت الذائع "باتا"، يُسدل الستار عليها اليوم بعدما تقرر إنهاء شخصيتها الاعتبارية.

وهكذا تتحول الأحذية المتهالكة من ماركة "باتا" المتناثرة في جنبات منازل المصريين إلى مجرد ذكرى بعدما توقفت الشركة منذ 8 سنوات كنشاط صناعي، وخلت فروعها من منتجاتها الخاصة، وتحولت إلى نشاط تجاري يعرض المنتجات الأخرى.

 

كيف بدأت الحكاية؟

افتتحت شركة باتا أولى فروعها فى مصر مطلع ثلاثينيات القرن الماضى، وحققت انتشارا واسعا بين مختلف فئات المجتمع المصرى، نظرا لجودة الأحذية على اختلاف أنواعها من أحذية رجالى وحريمى وأحذية الأطفال، بجانب الحذاء الرياضى الأبيض الذى اشتهرت به الشركة.

كما عرفت الشركة بوضع "لبيسة" مع كل حذاء يتم بيعه، وهو ما ساهم فى زيادة مبيعات الشركة، وتم إنشاء مصنع للشركة فى القاهرة بشارع عماد الدين، بجانب عدد من الفروع بمختلف المحافظات.

استمر نجاح الشركة حتى تأميمها عام 1961، حيث تم ضم الشركة بنفس الاسم التجارى "باتا"، رغم فصلها التام عن الشركة الأم في جمهورية التشيك، إلى الشركة القابضة للصناعات الكيماوية.

وعلى مدار سنوات منذ تأميم الشركة تعرضت الشركة إلى مجموعة من الأزمات والخسائر تسببت فى تدهور وضعها إلى حد تصفية نحو 186 فرع من فروع الشركة لتحقيقها خسائر كبيرة، ومع الإبقاء على 126 فرعا.

رغم ذلك التدهور، حققت شركة باتا- نظرا لخطة التطوير التى تم وضعها من قبل إدارة الشركة- مجمل أرباح عن العام المالى المنتهى 2016/2017 بما يعادل 5.5 مليون جنيه، مقابل 4 مليون عن العام المالى 2015/2016، بجانب تحقيق صافى أرباح للعام المالى المنتهى 2016/2017 إجمالى 1.1 مليون جنيه مقابل 1.9 مليون جنيه.

الفصل الأخير

قبل يومين تفاجأ المصريون بقرار الجمعية العامة غير العادية للشركة المصرية للأحذية-باتا، بالموافقة على ما انتهت إليه اللجنة المشكلة بالقرار رقم 17 لسنة 2023 الخاصة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية والمالية والفنية والتنظيمية المتعلقة بدمج الشركة المصرية للأحذية باتا، في شركة المحاريث والهندسة.

وزارة قطاع الأعمال العام أوضحت على لسان المتحدث الرسمي منصور عبدالغني تفاصيل صدور القرار، بأن شركة باتا توقفت منذ 8 سنوات كنشاط صناعي، ولا توجد أي منتجات خاصة بشركة باتا، تحول نشاط الشركة من نشاط صناعي إلى تجاري.

وقال المتحدث في تصريحات تلفزيونية: هناك العديد من المحلات تحمل اسم باتا، وتبيع سلع أخرى لتوكيلات تجارية غير باتا، وتم تشكيل لجنة لدراسة الجدوى الاقتصادية لدمج شركة باتا وشركة المحاريث والهندسة.

وأكمل: شركة باتا لها أكثر من 86 فرع على مستوى الجمهورية، واستند الخبراء باللجنة باستخدام فروع شركة باتا ومخازنها لتكون فروع لشركة المحاريث والهندسة.

وأوضح عبدالغني، أن شركة المحاريث والهندسة، تقدم خدماتها في قطاع الزراعة، موضحًا أن خصخصة شركة باتا المدمجة مع شركة المحاريث والهندسة، أمر مطروح وفقا لوثيقة الدولة، التي تم إعلان عنها في وقت سابق.

 

 

 

مباشر وقت الإدخال: 06-Jun-2023 17:30 (GMT)
مباشر تاريخ أخر تحديث: 06-Jun-2023 17:30 (GMT)